إعداد / محمـــد الدكـــرورى
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلا، الله أكبر ما تحرك متحرك وارتج، ولبى محرم وحج، وقصد الحرم من كل فج، وأقيمت لله هذه الأيام مناسك الحج، الله أكبر الله أكبر ما نحرت بمنى النحائر، وعظمت لله الشعائر، وسار إلى الجمرات سائر، وطاف بالبيت العتيق زائر، الله أكبر إذا ساروا قبل طلوع الشمس إلى منى ورموا جمرة العقبة وقد بلغوا المنى، الله أكبر إذا ساروا لزيارة الكعبة مكبرين وللسعي بين الصفا والمروة مهرولين، وللحجر الأسود مستلمين ومقبلين، ومن ماء زمزم شاربين ومتطهرين، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون.
وله الحمد في السماوات والأرض وعشيّا وحين تظهرون، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، الحمد لله منزل العاديات والقارعة الذي منّ علينا بهذه الصبيحة المباركة اللامعة، والصلاة والسلام على سيِدنا محمد ذي الأنوار الساطعة وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإنكم في يوم تحيون فيه سنة أبيكم الخليل إبراهيم بما تريقون من دماء الأضاحي في هذا اليوم العظيم، فالخليل إبراهيم أمر في المنام، أمر بوحي أن يذبح ولده ثمرة فؤاده، فيقول تعالى "فلمّا بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك"
ورؤيا الأنبياء وحي وأراد أن يعرف قرار ولده "فانظر ماذا ترى" ولم يقصد إبراهيم أن يشاور ولده في تنفيذ أمر الله ولا كان مترددا وإنما أراد أن يعرف ما في نفسية ولده تجاه أمر الله، فجاء جواب إسماعيل، جاء جواب الولد المحب لله أكثر من حبه للحياة "قال يا أبتى افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" وأما قوله "إن شاء الله" لأنه لا حركة ولا سكون إلا بمشيئة الله تكون، فوالله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا، فأخذ الخليل إبراهيم عليه السلام ولده ثمرة فؤاده وابتعد به حتى لا تشعر الأم وأضجعه على جبينه، والجبهة بين الجبينين، أضجعه على جبينه فقال إسماعيل لأبيه، الولد يخاطب أباه "يا أبي اكفف عني ثوبك حتى لا يتلطخ من دمي فتراه أمي.
وأسرع مرّ السكين ليكون أهون للموت عليّ، فإذا وصلت إلى أمي أقرئها السلام" فضمّه الخليل إبراهيم قائلا" نعم الولد أنت يا بني على تنفيذ أمر الله" وباشر إبراهيم بِمر السكين على عنق ولده إسماعيل فلم تقطع لأن السكين سبب عادي لا تخلق ما يحدث عنها وإنما خالق القطع فيها إذا قطعت هو الله تعالى، وزاد إبراهيم في محاولته، وإذ بنداء جبريل وقد نزل بكبش من الجنة بأمر الله ويقول تعالى "وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين" وقال تعالى "وفديناه بذبح عظيم" فحري بالشباب المسلم الناشىء اليوم أن يأخذ العبرة العظيمة من هذه القصة وأن يكون نِعم العون لأبيه على تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى، وأن يكون بارا بأمه وأبيه.
عملا بقوله تعالى " وبالوالدين إحسانا" فيقول تعالى في سورة البقرة " وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا" وفي سورة النساء "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا" وفي سورة الأنعام" قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا" ويقول تعالى في سورة الإسراء" وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحسانا" وهو أن يطيعهما فيما لا معصية فيه، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وحريّ بالأب المسلم اليوم أن يكون ءاخذا بيد ولده إلى طريق الخير والهدى والصلاح والفلاح إلى مجالس علم الدين ليقطف ثمرة عظيمة طيبة ويرى ءاثار هذه المجالس الطيبة العطرة على ولده.
فحريّ بالأب أن يعتني بولده بالتربية الإسلامية، وأن يحثه على التخلق بالأخلاق الحميدة فيحصد بعد ذلك بإذن الله ولدا بارا معينا له على طاعة الله عز وجل، وإننا نحثكم في هذه الصبيحة المباركة على صلة الأرحام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا يدخل الجنة قاطع" أي لا يدخلها مع الأولين، فخذ أخي المسلم بيد أولادك ليزوروا أرحامهم ، ليزوروا جدهم وجدتهم وأعمامهم وأخوالهم وأولاد أعمامهم وأولاد أخوالهم فيعتادوا منذ الصغر على صلة الأرحام، ولا تقل أنا لا يزورني أحد فأنا لا أزورهم بل صل من قطعك واعف عمن ظلمك وأحسن إلى من أساء إليك.
إضافة تعليق جديد